هبه فريق عمل قصه حب
عدد الرسائل : 239 تاريخ التسجيل : 28/02/2008
| موضوع: نشر الإسلام الأربعاء مارس 05, 2008 6:03 pm | |
| الجهاد في سبيل الله
السرية : هي التي بعثها رسول الله دون أن يكون معهم لنشر الإسلام .
أما الغزوة : فهي التي خرج رسول الله بنفسه فيها ، ولكننا أسميناها بيوم كما أسماها الحق جل جلاله في كتابه العزيز ( وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ) ، فالغزو في اللغة هو السيرُ إِلـى قِتالِ العَدُوِّ وانْتِهابه، ولم يكن قط هدف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من جهادهم قتال العدو وانتهابهم إنما كان الهدف الأساسي هو دعوتهم إلى دين الله عز وجل ، لينقذهم من الظلمات إلى النور ، فلما لم يقبلوا هذا الدين قاتلهم كما أمر الله .. يـــــــوم بـــــــــــدر
يوم بدر الأول
بعد رجوعه عليه الصلاة والسلام من غزوة العشيرة - والتي سيأتي بيانها - بقليل جاء كُرْزُ بن جابر الفِهري ، وأغار على سَرْح المدينة وهرب ، فخرج الرسول في طلبه، واستخلف على المدينة زيدَ بن حارثة الأنصاري ، وحمل لواءه علي بن أبي طالب ، فسار حتى بلغ سَفَوان وفاته كُرزٌ فلم يلق حرباً، وتُسمى هذه ( يوم بدر الأولى ) ..
يوم بدر الكبرى
في يوم الجمعة : 17 رمضان من العام الثاني من الهجرة كانت بدر العظمى ، بدر القتال ، بدر الفرقان : لأن الله تعالى فرق فيها بين الحق والباطل ، وهو العام الذي فُرض فيه الصيام ، وهو اليوم الذي ابتدأ فيه نزول القرآن وبين التاريخين (14) سنة قمرية كاملة ..
لم يطل العهد بتلك العِير العظيمة التي خرج لها عليه السلام وهي متوجهة إلى الشام، فلم يدركها ولم يزل مترقباً رجوعها، فلما سمع برجوعها نَدَبَ إليها أصحابَهُ، وقال: « هذه عيرُ قريش فاخرجوا إليها لعلّ الله أن ينفلكموها» ، فأجاب قوم وثَقُلَ آخرون ، لظنهم أن الرسول عليه السلام لم يُرِدْ حرباً ، فإنه لم يحتفل بها بل قال: « من كان ظهره حاضراً فليركبْ معنا». ولم ينتظر من كان ظهره غائباً ..
فخرج لثلاثِ ليالٍ خَلَوْنَ من رمضان بعد أن ولَّى على المدينة عبد الله ابن أم مكتوم، وكان معه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً : مئتان ونيف وأربعون من الأنصار، والباقون من المهاجرين، ومعهم فَرَسان، وسبعون بعيراً يعتقبونها، فكان كل ثلاثة على بعير ، وكان رسول الله مع علي بن أبي طالب ومرثد بن أبي مرثد على بعير واحد ، فاتفق علي ومرثد أن يمشيان ويركب رسول الله فقال لهم : " ما أنتما بأقوى مني ولا أنا بأغنى عن الأجر منكما "
وكان حامل اللواء مصعب بن عمير العَبْدري ورايتان سوداوتان إحداهما مع علي بن أبي طالب ، والأخرى مع رجل من الأنصار ..
الشهيدة الحية :
ولما خرج إلى بدر قالت له أمّ ورقة بنت نوفل : " يا رسول الله ائذن لي في الغزو معك أمرّض مرضاكم ، لعل الله يرزقني الشهادة " ، فقال لها : « قري في بيتك ، فإن الله يرزقك الشهادة وكانت قد قرأت القرآن ، فكان رسول الله يزورها ويسميها الشهيدة » فكان الناس يقولون لها الشهيدة. فلما كان زمن خلافة سيدنا عمر بن الخطاب عدا عليها غلام وجارية كانت دبرتهما فغمياها بقطيفة إلى أن ماتت، فجيء بهما إلى سيدنا عمر فأمر بصلبهما فكانا أوّل مصلوب بالمدينة وقال : صدق رسول الله كان يقول «انطلقوا بنا نزور الشهيدة» ..
استنفار ضمضم :
ولما علم أبو سفيان بخروج الرسول صلى الله عليه وسلم استأجر ضمضم بن عمرو الغفاري بعشيرين مثقالاً ، ليأتي مكة ويخبرهم أن محمداً قد عرض لعيرهم هو وأصحابه ، فخرج ضمضم سريعاً ولما دخل مكة وأخذ يستنقر قريشاً وهو يصرخ ببطن الوادي واقفاً على بعيره قد جدع بعيره وحول رحله وشق قميصه ، وهو يقول : " يا معشر قريش ، اللطيمة .. اللطيمة ، أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد في أصحابه لا أرى أن تدركوها ، وفي لفظ : إن أصابها محمد لم تفلحوا أبداً .. الغوث الغوث ، فتجهز الناس سراعاً ؛ وأشفقوا من رؤيا عاتكة ..
رؤيا عاتكة :
وقبل أن يقدم بثلاث ليال رأت عاتكة بنت عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم رؤيا أفزعتها ، فبعثت إلى أخيها العباس بن عبد المطلب، فقالت له : يا أخي والله لقد رأيت الليلة رؤيا أفظعتني وتخوّفت أن يدخل على قومك منها شر ومصيبة ، فاكتم عني ما أحدّثك ، فقال لها: ما رأيت ؟ ، قالت: رأيت راكباً أقبل على بعير له حتى وقف بالأبطح - أي وهو ما بين المحصب ومكة - ثم صرخ بأعلى صوته " ألا فانفروا يا آل غدر إلى مصارعكم في ثلاث " - أي يا أصحاب الغدر وعدم الوفاء إلى مصارعكم بعد ثلاثة أيام - ، فأرى الناس اجتمعوا إليه ثم دخل المسجد والناس يتبعونه، فبينما هم حوله مثل به بعيره - أي انتصب به على ظهر الكعبة - ثم صرخ بمثلها ثم مثل به بعيره على رأس أبي قبيس فصرخ بمثلها ، ثم أخذ صخرة فأرسلها فأقبلت تهوي حتى إذا كانت بأسفل الجبل ارفضت - أي تكسرت - ، فما بقي بيت من بيوت مكة ولا دار إلا دخلها منه فلقة ، فقال لها العباس : " والله إن هذه لرؤيا وأنت فاكتميها ولا تذكريها لأحد " ، ثم خرج العباس فلقي الوليد بن عتبة وكان صديقاً له ذكرها له واستكتمه ..
فذكرها الوليد لأبيه عتبة ، فتحدث بها ففشا الحديث قال العباس : فغدوت لأطوف بالبيت وأبو جهل بن هشام في رهط من قريش فعود يتحدثون برؤيا عاتكة ، فلما رآني أبو جهل قال: يا أبا الفضل إذا فرغت من طوافك فأقبل إلينا، فلما فرغت أقبلت حتى جلست معهم ، فقال أبو جهل لعنه الله: يا بني عبد المطلب متى حدثت فيكم هذه النبية ؟ قلت: وما ذاك؟ قال: ذاك الرؤيا التي رأت عاتكة! ، فقلت: وما رأت؟ ، قال: يا بني عبد المطلب أما رضيتم أن تستنبأ رجالكم حتى تستنبأ نساؤكم ، قال أبو جهل: قد زعمت عاتكة في رؤياها أنه قال: انفروا في ثلاث فسنتربص بكم هذه الثلاث فإن يك حقاً ما تقول فسيكون ، وإن تمض الثلاث ولم يكن من ذلك شيء نكتب عليكم كتاباً أنكم أكذب أهل بيت في العرب ..
تحقق رؤيا عاتكة :
ولم تمض الثلاث أيام وقد جاء ضمضم الغفاري يستنفر قريش ويخبرهم الخبر، فلما علموا بذلك أدركتهم حميتهم ، وخافوا على تجارتهم، فنفروا سِراعاً ولم يتخلف من أشرافهم إلا أبو لهب بن عبد المطلب خوفاً من رؤية عاتكة ، فإنه أرسل بدله العاص بن هشام بن المغيرة. وأراد أمية بن خلف أن يتخلَّف لحديث حدَّثه إياه سعد بن معاذ حينما كان معتمراً بعد الهجرة بقليل ، حيث قال ـ كما رواه البخاري ــ سمعتُ من رسول الله يقول: «إنهم قاتلوك» قال: بمكة؟ قال: لا أدري. ففزع لذلك وحلف ألاَّ يخرج ، فعابه أبو جهل ولم يزل به حتى خرج قاصداً الرجوع بعد قليل ولكن إرادة الله فوق كل إرادة، فإن منيته ساقته إلى حتفه رغم أنفه ..
وكذلك عَزَمَ جماعةٌ من الأشراف على القعود فَعِيْبَ عليهم ذلك، وبهذا أجمعتْ رجالُ قريش على الخروج ، فخرجوا على الصعب والذلول، أمامهم القَيْنات يغنين بهجاء المسلمين: { وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْماٰلَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنّي جَارٌ لَّكُمْ} (الأنفال: 48 ) . وقد ضرب الله عمل الشيطان هذا مثلاً يعتبر به ذوو الرأي من بعدهم ، فقال في سورة الحشر: { كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنّى بَرِىء مّنكَ إِنّى أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَـالَمِينَ(16) فَلَمَّا تَرَآءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ } (الأنفال: 48 ) وكان عدة من خرج من المشركين تسعمائة وخمسين رجلاً معهم مائة فرس وسبعمائة بعير ..
موقف رسول الله والمسلمين :
أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يكن يعرف شيئاً مما فعله المشركون ، ولم يكن خروجه إلا للعير، فعسكر ببيوت السُّقْيا خارج المدينة ، واستعرض الجيش فردَّ مَنْ ليس له قدرة على الحرب، ثم أرسل اثنين يتجسسان الأخبار عن العير ..
ولما بلغ الرَّوْحاء جاءه الخبر بمسير قريش لمنع عيرهم ، وجاءه مخبراه بأن العير ستصل بدراً غداً أو بعد غد ، فجمع عليه الصلاة والسلام كبراء الجيش وقال لهم: «أيّها الناس إنَّ الله قد وعدني إحدى الطائفتين أنها لكم: العير أو النفير» فتبين له عليه الصلاة والسلام أن بعضهم يريدون غير ذات الشوكة وهي العير ليستعينوا بما فيها من الأموال ، فقد قالوا: هلاّ ذكرت لنا القتال فنستعد وجاء مصداق ذلك قوله في سورة الأنفال: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ} (الأنفال: 7) ..
ثم قام المقداد بن الأسود رضي الله عنه فقالَ: يا رسول الله امضِ لما أمرك الله ، فوالله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: {فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلآ إِنَّا هاهُنَا قاعِدُونَ} (المائدة: 24) ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنَّا معكما مقاتلون، والله لو سرت بنا إلى بَرْكَ الغِمَاد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه، فدعا له بخير، ثم قال عليه السلام: «أشيروا عليّ أيّها الناس» - وهو يريد الأنصار لأن بيعة العقبة ربما يفهم منها أنه لا تَجِب عليهم نصرته إلا ما دام بين أظهرهم. فإن فيها: يا رسول الله إنَّا بُرآء من ذمتك حتى تصل إلى دارنا، فإذا وصلت إليها فأنت في ذمتنا نمنعك مما نمنع منه أبناءنا ونساءنا. - فقال سعد بن معاذ، سيد الأوس: كأنك تريدنا يا رسول الله؟ فقال: «أجل» فقال سعد: قد آمنا بك وصدّقناك، وأعطيناك على ذلك عهودنا، فامضِ لما أمرك الله، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لنخوضنه معك، وما نكره أن تكون تلقى العدو بنا غداً، إنّا لصُبُر عند الحرب، صُدُق عند اللقاء، ولعلّ الله يُريك منّا ما تقرّ به عَيْنُك، فسر على بركة الله ..
فأشرق وجهه عليه الصلاة السلام وسُرّ بذلك، وقال كما في رواية البخاري: «أبشروا والله كأني أنظر إلى مصارع القوم» فَعلم القومُ من هذه الجملة أن الحرب لا بدّ حاصلة وحقيقةً حصلت، فإن أبا سفيان لما علم بخروج المسلمين له ترك الطريق المسلوكة، وسار متّبعاً ساحل البحر فنجا، وأرسل إلى قريش يُعلِمهم بذلك ويشير عليهم بالرجوع ، فقال أبو جهل: لا نرجع حتى نحضر بدراً فنقيم فيه ثلاثاً: ننحر الجَزور، ونطعم الطعام، ونُسقي الخمر، وتسمع بنا العرب فلا يزالون يهابوننا أبداً ..
فقال الأخنس بن شريق الثقفي لبني زهرة ـ وكان حليفاً لهم ـ : ارجعوا يا قوم فقد نجَّى الله أموالكم فرجعوا، ولم يشهد بدراً زهري ولا عدوي ، ثم سار الجيش حتى وصلوا وادي بدر فنزلوا عدوته القصوى عن المدينة في أرض سهلة لينة " ..
أما جيش المسلمين ..
فإنه لمّا قارب بدراً أرسل عليه الصلاة والسلام عليّ بن أبي طالب والزبير بن العوّام ليعرفا الأخبار، فصادفا سُقاةً لقريش فيهم غلام لبني الحجاج وغلام لبني العاص السهميين فأتيا بهما ، والرسول عليه الصلاة والسلام قائم يصلي ثم سألاهما عن أنفسهما ، فقالا: نحن سقاة لقريش بعثونا نسقيهم الماء، فضرباهما لأنهما ظنا أن الغلامين لأبي سفيان. فقال الغلامان: نحن لأبي سفيان فتركاهما ولما أتمَّ الرسول عليه الصلاة والسلام صلاته ، قال: «إذا صدقاكم ضربتموهما، وإذا كذباكم تركتموهما؟ صدقا والله إنهما لقريش». ثم قال لهما: «أخبراني عن قريش؟» قالا: هم وراء هذا الكَثيب ، فقال لهما : «كم هم ؟» فقالا: لا ندري ، قال: « كم ينحرون كل يوم؟» قالا: يوماً تسعاً ويوماً عشراً. قال: «القوم ما بين التسعمائة والألف»، ثم سألهما عمّن في النفير من أشراف قريش فذكرا له عدداً عظيماً ، فقال عليه الصلاة والسلام لأصحابه : « هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها» ، ثم ساروا حتى نزلوا بعُدْوَةِ الوادي الدنيا من المدينة بعيداً عن الماء في أرض سبخة ، فأصبح المسلمون عطاشاً بعضهم جُنب وبعضهم مُحْدِث ، فحدَّثهم الشيطان بوسوسته، ولولا فضل الله عليهم ورحمته لثنيت عزائمهم ، فإنه قال لهم : " ما ينتظر المشركون منكم إلا أن يقطع العطش رقابكم ، ويُذهِب قواكم فيتحكموا فيكم كيف شاؤوا "..
اختيار مكان لمعسكر المسلمين :
خرج رسول الله يبادرهم قريشاً إلى الماء فسبقهم عليه ، حتى جاء أدنى ماء من بدر فنزل به ، فقال له الحباب بن المنذر : يا رسول الله أرأيت هذا المنزل أمنزل أنزلكه الله تعالى ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه ، أم هو الرأي والحرب والمكيدة ؟ ،قال : "بل هو الرأي والحرب والمكيدة "، قال : يا رسول الله إن هذا ليس بمنزل ؛ فانهض بالناس حتى تأتي أدنى ماء من القوم ، فإني أعرف غزارة مائة وكثرته بحيث لا ينزح ، فنزله ثم نغور ما عداه من القلب ثم نبني عليه حوضاً فنملأه ماء فنشرب ولا يشربون ؛ لأن القلب كلها حينئذٍ تصير خلف ذلك القليب ، فقال رسول الله : "لقد أشرت بالرأي"، ونزل جبريل عليه السلام على النبي فقال: الرأي ما أشار إليه الحباب ، فنهض رسول الله ومن معه من الناس فسار حتى أدنى ماء من القوم -أي من المحل الذي ينزل به القوم - فنزل عليه ، ثم أمر بالقلب فغورت » بسكون الواو ..
دعم الله جل جلاله للمسلمين :
فأرسل الله لهم الغيث حتى سال الوادي ، فشربوا واتخذوا الحِياض على عُدْوَةِ الوادي ، واغتسلوا وتوضؤوا وملؤوا الأسقية ولبدت الأرض حتى ثبتت عليها الأقدام ، على حين أن كان هذا المطر مصيبة على المشركين فإنه وَحَّل الأرض حتى لم يعودوا يقدرون على الارتحال ..
ومصداق هذا قوله تعالى في سورة الأنفال : { وَيُنَزّلُ عَلَيْكُم مّن ٱلسَّمَآء مَآء لّيُطَهّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ ٱلشَّيْطَـٰنِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبّتَ بِهِ ٱلاْقْدَامَ } (الأنفال: 11) وقد أرى الله رسوله في منامه الأعداء كما أراهموه وقت اللقاء قليلي العدد كيلا يفشل المسلمون ، وليقضي الله أمراً كان مفعولاً..
قال تعالى : { إِذْ يُرِيكَهُمُ ٱللَّهُ فِى مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيراً لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَـٰزَعْتُمْ فِى ٱلاْمْرِ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ(43) وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ ٱلْتَقَيْتُمْ فِى أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلّلُكُمْ فِى أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِىَ ٱللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً وَإِلَى ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلامُورُ(44) } ..
اقتصاص سواد من رسول الله :
ثم وقف صلى الله عليه وسلم بين الصفوف يعدِلها بقضيب في يده ، فمرّ بسواد بن غَزِية حليف بني النجار وهو خارج من الصف فضربه بالقضيب في بطنه وقالَ: «استقم يا سواد» ، فقال : أوجعتني يا رسول الله وقد بُعثت بالحق والعدل فَأَقِدْني من نفسك ، فكشف الرسول عليه الصلاة والسلام عن بطنه ، وقال: «استقد يا سواد» ، فاعتنقه سواد وقبَّل بطنه فقال صلى الله عليه وسلم : « ما حملك على ذلك ؟ » فقال : يا رسول الله قد حضر ما ترى فأردتُ أن يكون آخر العهد أن يمسّ جلدي جلدَك ، فدعا له بخير ..
وصية رسول الله للجيش ودعائه :
ثم ابتدأ صلى الله عليه وسلم يوصي الجيش فقال: « لا تحملوا حتى آمركم، وإن اكتَنَفكم القوم فانضحوهم بالنبل ولا تَسُلُّوا السيوف حتى يَغْشَوكم » ثم حضّهم على الصبر والثبات ، ثم رجع إلى عريشه ومعه رفيقه أبو بكر الصديق، وحارسه سعد بن معاذ واقف على باب العريش متوشح سيفه ، وكان من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم ذاك الوقت كما جاء في صحيح البخاري :
« اللهمّ أنشدك عهدك ووعدك، اللهمّ إن شئت لم تُعبد ، اللهم إنهم حفاة فاحملهم ، وعراة فاكسهم ، وجياع فأشبعهم ، وعالة فأغنهم من فضلك ».
فقال أبو بكر: حَسْبُك فإن الله سينجز لك وعده. فخرج صلى الله عليه وسلم من العريش وهو يقول : (( سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ)) ، وما رجع أحد منهم يريد أن يركب إلا وجد ظهراً ، للرجل البعير والبعيران ، واكتسى من كان عارياً ، وأصابوا طعاماً من أزوادهم ، وأصابوا فداء الأسارى ، فاغتنى به كل عائل ..
وعن عليّ رضي الله تعالى عنه : « ما كان فينا أي تلك الليلة قائم إلا رسول الله يصلي تحت شجرة ويكثر في سجوده أن يقول : يا حي يا قيوم يكرر ذلك حتى أصبح أي لأن المسلمين أصابهم تلك الليلة نعاس شديد يلقي الشخص على جنبه ».
ثم أخذ الحبيب يحرضهم على القتال ويشجعهم فقال : (( والذي نفس محمد بيده ، لايقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر ، إلا أدخله الله الجنة )) فألقى عمر بن الحمام تمرات وقال : بخ بخ . أفما بيني وبين الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء ؟ فقاتل حتى قُتل .
وقال عوف بن الحارث : يارسول الله مايضحك الربَّ من عبده ؟ قال : " غمسه يده في العدو حاسراً" ، فنزع درعاً كانت عليه فقذفها فقاتل حتى قُتل .
بداية المعركة بالمبارزة :
لما تقابل الجيشان ورأى المشركون حوض المسلمين وأنهم ليس عندهم ماء ، فقام الأسود بن عبد الأسود المخزومي واقتحم الميدان وأقسم ليشربن من الحوض فبدر حمزة وقتله .
ثم خرج عتبة بن ربيعة بين أخيه شيبة وابنه الوليد ابن عتبة ودعا إلى المبارزة كعادتهم في بدء القتال . فخرج إليه ثلاثة من الأنصار ، فقال لهم : من أنتم ؟ ، قالوا : رهط من الأنصار ، فقالوا : لا حاجة لنا بكم ثم طلبوا أكفاءهم من قومهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قم ياعبيدة بن الحارث ، وقم ياحمزة وقم ياعلي " فقال لهم عتبة : نعم ، أكفاء كرام ، فقت عليّ وحمزة أقرانهما وساعدا عبيدة على خصمه فقتله .
وصف الموقعة وأسماء القتلى :
واشتد القتال وحمي الوطيس وأيد الله المسلمين بالملائكة بُشرى لهم ولتطمئن به قلوبهم فلم تكن إلا ساعة حتى هُزم الجمع وولّوا الدُّبُرَ، وتبعهم المسلمون يقتلون ويأسرون ، فقتل من المشركين نحوُ السبعين منهم من قريش عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة قُتلوا مبارزة أول القتال ، وأبو البَخْتري بن هشام والجراح والد أبي عبيدة قتله ابنه بعد أن ابتعد عنه فلم يزدجر، وقُتل أُمية بن خلف وابنه علي، اشترك في قتلهما جماعة من الأنصار مع بلال بن رباح وعمّاربن ياسر، وقد سعيا في ذلك لما كان يفعله بهما أُمَيّةُ في مكة. ومن القتلى حنظلة بن أبي سفيان، وأبو جهل بن هشام، أثخنه فَتيان صغيران من الأنصار، لما كانا يسمعانه من أنه كان شديدَ الإيذاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأجهز عليه عبد الله بن مسعود، وقُتل نوفل بن خويلد قتله علي بن أبي طالب وقتل عبيدة والعاصي ولدا أبي أُحَيْحَةَ سعيدِ بنِ العاصِ بنِ أمية ، وقُتِل كثيرون غيرهم .. | |
|
هبه فريق عمل قصه حب
عدد الرسائل : 239 تاريخ التسجيل : 28/02/2008
| موضوع: رد: نشر الإسلام الأربعاء مارس 05, 2008 7:04 pm | |
| مصير قتلى قريش :
وقد أمر صلى الله عليه وسلم بالقتلى فنُقلوا من مصارعهم التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر بها قبل حصول الموقعة إلى قليب بدر، لأنه صلى الله عليه وسلم كان من سُننه في مغازيه إذا مرّ بجيفة إنسان أمر بها فدفنت لا يسأل عنه مؤمناً أو كافراً.. ولما ألقي عتبة والد أبي حذيفة أحد السابقين إلى الإسلام تغير وجه ابنه ففطن الرسول صلى الله عليه وسلم لذلك ، فقال : « لعلّك دخلك من شأن أبيك شئ ؟ » فقال : لا والله ولكني كنت أعرف من أبي رأياً وحلماً وفضلاً، فكنت أرجو أن يهديه الله للإسلام فلما رأيت ما مات عليه أحزنني ذلك فدعا له الرسول عليه السلام بخير ..
ثم أمر صلى الله عليه وسلم براحِلته فشُدَّ عليها حتى قام على شَفَةِ القليب الذي رمي فيه المشركون ، فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم : « يا فلان بن فلان ويا فلان بن فلان أيسرّكم أنكم كنتم أطعتم الله ورسوله ؟ فإنّا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً ، فهل وجدتم ما وعد ربكم حقاً ؟ » ، وفي رواية : " ياأهل القليب بئس عشيرة النبي كنتم لنبيكم ، كذبتموني وصدقني الناس . وأخرجتموني وآواني الناس . وقاتلتموني ونصرني الناس " .
فقال عمر: يا رسول الله ما تُكَلِّمُ من أجساد لا أرواح فيها ؟ فقال : « والذي نفسُ محمد بيده ما أنتم بأسمَعَ لما أقولُ منهم » وتقول عائشة رضي الله عنها إنما قال : « إنهم الآن ليعلمون أَنَّ ما كنتُ أقول لهم حق» ثم قرأت : {إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ ٱلْمَوْتَىٰ} (النمل: 80) {وَمَآ أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِى ٱلْقُبُورِ} (فاطر: 22) ، يقول: « يعلمون ذلك حينما تبوّؤوا مقاعدهم من النار» رواه البخاري ..
تبشير رسول الله لأهالي المدينة :
ثم أرسل صلى الله عليه وسلم المبشرين فأرسل عبد الله بن رواحة لأهل العالية ، وأرسل زيد بن حارثة لأهل السافلة راكباً على ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان المنافقون والكفار من اليهود قد أرجفوا بالرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين ، عادة الأعداء في إذاعة الضرّاء يقصدون بذلك فتنة المسلمين فجاء أولئك المبشرون بما سرّ أهل المدينة وكان ذلك وقت انصرافهم من دفن رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج عثمان بن عفان رضي الله عنهما ..
تقسيم الغنائم :
ثم قفل رسول الله راجعاً وهنا وقع خُلف بين بعض المسلمين في قسمة الغنائم فالشبان يقولون : باشرنا القتال فهي لنا خالصة والشيوخ يقولون : كنا ردءاً لكم فنشارككم . ولما كان هذا الاختلاف مما يدعو إلى الضعف ويزرع في القلوب العداوة والبغضاء المؤديين إلى تشتت الشمل أنزل الله حسماً لهذا الخلاف أول سورة الأنفال ..
{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلانفَالِ قُلِ ٱلانفَالُ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِ فَٱتَّقُواْ } (الأنفال: 1) فسطع على أفئدتهم نور القرآن فتألّفت بعد أن كادت تفترق وتركوا أمر الغنائم لرسول الله صلى الله عليه وسلم يضعها كيف شاء كما حكم القرآن فقسمها صلى الله عليه وسلم على السواء الراجل مع الراجل ، والفارس مع الفارس .
من تخلف عن بدر لعذر :
وأدخل في الأسهام بعض مَنْ لم يحضر لأمر كُلف به وهم : أبو لُبابة الأنصاري لأنه كان مخلَّفاً على أهل المدينة ، والحارث بن حاطب لأن الرسول صلى الله عليه وسلم خلفه على بني عمرو بن عوف ليحقّق أمراً بلغه .
والحارث بن الصمَّة وخَوَّات بن جبير لأنهما كُسِرا بالرَّوْحَاءِ فلم يتمكنا من السير، وطلحة بن عبيد الله، وسعيد بن زيد لأنهما أُرسِلا يتجسسان الأخبار، فلم يرجعا إلا بعد انتهاء الحرب وعثمان بن عفان لأن الرسول صلى الله عليه وسلم خلَّفه على ابنته رقيّة يمرضها ، وعاصم بن عدي لأنه خلفه على أهل قُباء والعالية ، وكذلك أسهم لمن قتل ببدر وهم أربعة عشر منهم عُبيدة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم الذي جُرح في المبارزة الأولى ، فإنه رضي الله عنه مات عند رجوع المسلمين من بدر ودفن بالصَّفراء. ولما قارب صلى الله عليه وسلم المدينة تلقته الولائد بالدفوف يقلن :
طلـع البـدر علينــا من ثنيّـــات الوداع وجب الشكر علينا مـــــا دعـــا لله داع أيّهـا المبعـوث فينا جئت بالأمر المُطاع
أسرى بــــــدر ومشورة الصحابة فيهم
أما الأسرى فكانوا سبعين أيضاً قتلَ منهم صلى الله عليه وسلم وهو راجع عقبةَ بن أبي مُعيط ، والنضرَ بن الحارث اللذين كانا بمكة من أشد المستهزئين ..
ولما دخلوا المدينة استشار عليه الصلاة والسلام أصحابه فيما يفعل بالأسرى ، فقال عمر بن الخطاب : " يا رسول الله قد كذّبوك وقاتلوك وأخرجوك فأرى أن تمكِّنني من فلان ـ لقريب له ـ فأضرب عنقه ، وتمكن حمزة من أخيه العباس ، وعليّاً من أخيه عقيل ، وهكذا حتى يعلم الناس أنه ليس في قلوبنا مودّة للمشركين ما أرى أن تكون لك أسرى ، فاضرب أعناقهم ، هؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم " ، ووافقه على ذلك سعد بن معاذ وعبد الله بن رواحة ..
وقال أبو بكر الصديق : " يا رسول الله هؤلاء أهلك وقومك قد أعطاك الله الظفر والنصر عليهم ، أرى أن تستبقيهم وتأخذ الفداء منهم فيكون ما أخذنا منهم قوة لنا على الكفار ، وعسى الله أن يهديهم بك فيكونوا لك عضداً " ..
فقال صلى الله عليه وسلم : (( إن الله ليُلِّين قلوب أقوام حتى تكون ألين من اللبن ، وإن الله ليشدد قلوب أقوام حتى تكون أشدّ من الحجارة ، وإن مثلك يا أبا بكر كمثل إبراهيم قال: (( فَمَن تَبِعَنِى فَإِنَّهُ مِنّى وَمَنْ عَصَانِى فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )) (إبراهيم: 36) ، وإن مثلك يا عمر مثل نوح قال : (( رَّبّ لاَ تَذَرْ عَلَى ٱلاْرْضِ مِنَ ٱلْكَـٰفِرِينَ دَيَّاراً )) ..
ورأى عليه الصلاة والسلام رأي أبي بكر بعد أن مدح كلاًّ من الصاحبين لأن الوجهة واحدة وهي إعزاز الدين وخذلان المشركين ، ثم قال لأصحابه : «أنتم اليوم عالة فلا يفلتن أحد من أسراكم إلا بفداء» فكان فكاك الأسير مابين أربعة آلاف درهم إلى ألف . ومن لا مال له أن يعلم عشرة من صبيان الأنصار القراءة والكتابة .
معاملة الأسرى :
ومن الأسرى أبو عزيزة الذي قال : " مر بي أخي مصعب ورجل من الأنصار يأسرني ، فقال : شد يديك به فإن أمه ذات متاع لعلها تفديه منك . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فرَّق الأسارى بين أصحابه . وقال : " استوصوا بالأسارى خيراً " . فكانوا إذا قدموا غداءهم وعشاءهم خصوني بالخبز وأكلوا التمر لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : حتى كنت أستحي من حسن صنيعهم .
موقف المشركين من قرار رسول الله :
وقد بلغ قريشاً ما عزم عليه رسول الله في أمر الأسرى ، فناحت على القتلى شهراً ، ثم أشير عليهم من كبارهم ألاّ يفعلوا كيلا يبلغ محمداً وأصحابه جزعهم فيشمتوا بهم ، فسكتوا وصمّموا على ألا يبكوا قتلاهم حتى يأخذوا بثأرهم ، وتواصوا فيما بينهم ألاّ يعجلوا في طلب الفداء لئلا يتغالى المسلمون فيه ، فلم يلتفت إلى ذلك المطَّلبيـن أبي وَدَاعة السهمي وكان أبوه من الأسرى ، فخرج خفية حتى أتى المدينة وفدى أباه بأربعة آلاف درهم ، وعند ذلك بعثت قريش في فداء أسراها ، وكان أربعة آلاف إلى ألف درهم، ومن لم يكن معه فداء وهو يحسن القراءة والكتابة أعطوه عشرة من غلمان المدينة يُعلِّمهم ، وكان ذلك فداءَه ..
ومن الأسرى :
عمرو بن أبي سفيان : ولما طُلب من أبيه فداؤه أبى ، وقال: والله لا يجمع محمد بين ابني ومالي ، دعوه يمسكوه في أيديهم ما بدا لهم . فبينما أبو سفيان بمكة إذ وجد سعد بن النعمان الأنصاري معتمراً ، فعدا عليه فحبسه بابنه عمرو ، فمضى قوم سعد إلى رسول الله وأخبروه فأعطاهم عَمْراً ففكّوا به سعداً ..
أبو العاص بن الربيع زوج زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم : وقامت السيدة زينب رضي الله عنها بأن أرسلت في فدائه بقِلادة لها كانت حلَّتها بها أمها خديجة ليلة عرسها ، فلما رأى صلى الله عليه وسلم تلك القلادة رَقَّ لها رقّة شديدة ، وقال لأصحابه : «إنْ رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردّوا لها قلادتها فافعلوا» فرضي الأصحابُ بذلك ، فأطلقه عليه الصلاة والسلام بشرط أن يترك زينب تهاجر إلى المدينة فلما وصل إلى مكة أمرها باللحاق بأبيها ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أرسل لها من يأتي بها فاحتملوها ، ولما أسلم أبو العاص بن الربيع قبيل الفتح ردّ عليه امرأته بالنكاح الأول ..
سُهيل بن عمرو : وكان من خطباء قريش وفصحائها وطالما آذى المسلمين بلسانه ، فقال عمر بن الخطاب : " دَعْني يا رسول الله أنزع ثنيتي سهيل ، يَدْلع لسانُهُ ، فلا يقوم عليك خطيباً في موطن أبداً " ، فقال عليه الصلاة والسلام : « لا أُمثِّل فيُمَثِّل الله بي وإن كنت نبيّاً ، وعسى أن يقوم مقاماً لا تذمّه» وقدم بفدائه مكرز بن حفص ، ولما ارتضى معهم على مقدارٍ حبس نفسه بدله حتى جاء بالفداء ..
وقد حقّق الله خبر الرسول صلى الله عليه وسلم في سهيل ، فإنه لما مات عليه الصلاة والسلام أراد أهل مكة الارتداد كما فعل غيرهم من الأعراب ، فقام سهيل بن عمرو خطيباً وقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه وصلى على رسوله : أيها الناس مَنْ كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حيٌّ لا يموت ألم تعلموا أن الله قال : { إِنَّكَ مَيّتٌ وَإِنَّهُمْ مَّيّتُونَ(30) وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ أَفإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ ٱنقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَـٰبِكُمْ} (آل عمران: 144) ، ثم قال : والله إني أعلم أن هذا الدين سيمتد امتداد الشمس في طلوعها فلا يغرّنكم هذا ـ يريد أبا سفيان ـ من أنفسكم ، فإنه يعلم من هذا الأمر ما أعلم لكنه قد ختم على صدره حسد بني هاشم ، وتوكلوا على ربّكم فإن دين الله قائم وكلمته تامّة ، وإن الله ناصِر من نصره ومقوَ دينه ، وقد جمعكم الله على خيركم ـ يريد أبا بكر ـ وإن ذلك لم يزد الإسلام إلا قوة ، فمن رأيناه ارتد ضربنا عنقه " فتراجع الناس عمّا كانوا عزموا عليه ، وكان هذا الخبر من معجزات نبينا صلى الله عليه وسلم ..
الوليد بن الوليد : افتكَّه أخواه خالد وهشام ، فلما افْتُدِيَ ورجع إلى مكة أسلم فقيل له : هلاّ أسلمت قبل الفِداء؟ فقال خفت أن يعدّوا إسلامي خوفاً ولما أراد الهجرة منعه أخواه ففرّ إلى النبي في عمرة القضاء ..
السائب بن يزيد : وكان صاحب الراية في تلك الحرب فدى نفسه ، وهو الجد الخامس للإمام محمد بن إدريس الشافعي ..
وهب بن عُمَيْرٍ الجُمَحِيّ : كان أبوه عمير شيطاناً من شياطين قريش كثير الإيذاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، جلس يوماً بعد انتهاء هذه الحرب مع صفوان بن أمية يتذاكران مُصاب بدر ، فقال عمير: والله لولا دَيْنٌ عليَّ ليس عندي قضاؤه وعِيال أخشى عليهم الفقر بعدي ، كنت آتي محمداً فأقتله فإن ابني أسير في أيديهم ، فقال صفوان : دَينك عليّ وعيالك مع عيالي ، فأخذ عُمير سيفه وشحذه وسمّه وانطلق حتى قَدِم المدينة ، فبينا عمر مع نفر من المسلمين إذ نظر إلى عمير متوشحاً سيفه ، فقال: هذا الكلب عدو لله ما جاء إلا بشرَ، ثم قال للنبي عليه الصلاة والسلام: هذا عدو الله عمير قد جاء متوشحاً سيفه ، فقال: «أدخله عليّ» فأخذ عمر بحمائل سيفه وأدخله فلما رآه عليه الصلاة والسلام قال: «أطلقه يا عمر ، ادن يا عمير» فدنا وقال : أنعِموا صباحاً ، فقال عليه الصلاة والسلام: « قد أبدلنا الله تحية خيراً من تحيتك وهي: السلام» ، ثم قال: « ما جاء بك يا عمير؟» قال: جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم فأحسنوا فيه ، فقال: « فما بالُ السيف؟» قال: قبَّحها الله من سيوف وهل أغنت عنا شيئاً ؟ قال عليه الصلاة والسلام: «اصدُقني ما الذي جئتَ له؟» قال: ما جئت إلا لذلك قال عليه الصلاة والسلام: «كلا بل قعدتَ أنت وصفوان في الحِجْرِ وقلتما كيت وكيت»، فأسلم عُمير وقال: كنّا نكذّبك بما تأتي به من خبر السماء وما ينزل عليك من الوحي، وهذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان فقال عليه الصلاة والسلام: «فقّهوا أخاكم في دينه، وأقرئوه القرآن، وأطلقوا أسيره» ، فعاد عمير إلى مكة وأظهر إسلامه ..
أبو عزيز بن عمير ، أخو مصعب بن عمير : مرّ به أخوه فقال للذي أسره: شُدَّ يدك به ، فإن أمه ذات متاع لعلّها تفديه منك فقال له : يا أخي هذه وصايتك بي؟ ثم بعثت أمه بفدائه أربعة آلاف درهم .
العباس بن عبد المطلب : عَمُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان قد خرج لهذه الحرب مكرهاً ، ولما وقع في الأسر طُلب منه فداء نفسه وابن أخيه عقيل بن أبي طالب فقال : علامَ ندفع وقد استكرهنا على الخروج ؟ فقال عليه الصلاة والسلام: «لقد كنت في الظاهر علينا» ، فأُخذت منه فديه نفسه وابن أخيه ، ثم قال للرسول : لقد تركتني فقير قريش ما بقيت ، قال: «كيف وقد تركت لأُم الفضل أموالاً؟ وقلتَ لها: إن متُّ فقد تركتك غنية» فقال العباس: والله ما اطلّع على ذلك أحد وهذا العمل غاية ما يفعل من العدل والمساواة فإنه عليه الصلاة والسلام لم يُعفِ عمَّه مع علمه بأنه إنما خرج مُكرهاً ، وقد أعفى غيره جماعة تحقق له فقرهم فهكذا العدل ولا غرابة ، فذلك أدب قوله تعالى: { يَـأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِٱلْقِسْطِ شُهَدَآء للَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ ٱلْوٰلِدَيْنِ وَٱلاْقْرَبِينَ } (النساء: 135) ..
أبو عَزَّة الجُمَحي الشاعر : كان شديد الإيذاء لرسول الله بمكة فلما أُسر قال : " يا محمد إني فقير ، وذو عيال ، وذو حاجة قد عرفتها فامْنُنْ ، فمنَّ عليه فضلاً منه " ..
العتاب في الفداء
ولما تَمَّ الفداءُ أنزل الله في شأنه : { مَا كَانَ لِنَبِىٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي ٱلاْرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ ٱلدُّنْيَا وَٱللَّهُ يُرِيدُ ٱلاْخِرَةَ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ لَّوْلاَ كِتَـٰبٌ مّنَ ٱللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَآ أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ(68) } ..
فنهى سبحانه عن اتخاذ الأسرى قبل الإثخان في قتل الذين يصدّون عن سبيل الله ويمنعون دين الله من الانتشار ، وعابَ بعضَ المسلمين على إرادة عَرَضِ الدنيا وهو الفدية ، ولولا حكم سابق من الله ألا يُعَاقِبَ مجتهداً على اجتهاده ما دام المقصد خيراً لكان العذاب ثم أَباح لهم الأكل من تلك الفدية المبني أخذها على النظر الصحيح ، وهذا من أقوى الأدلة على صدق نبيّنا عليه الصلاة والسلام فيما جاء به ، لأنه لو كان من عنده ما كان يعاتب نفسه على عمل عمله بناءً على رأي كثير من الصحابة وقد وعد الله الأسرى الذين يعلم في قلوبهم خيراً بأن يؤتيهم خيراً مما أُخِذَ منهم ويغفر لهم فقال : { يَـٰأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ قُل لّمَن فِى أَيْدِيكُم مّنَ ٱلاْسْرَىٰ إِن يَعْلَمِ ٱللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مّمَّآ أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ(70) } ..
وهذه الغزوة هي التي أعزّ الله بها الإسلام وقوّى أهله ، ودمغ فيه الشرك وخرّب محله، مع قلّة المسلمين وكثرة عدوهم ، فهي آية ظاهرة على عناية الله تعالى بالإسلام وأهله مع ما كان عليه العدو من القوة بسوابغ الحديد والعدّة الكاملة، والخيل المسوَّمة، والخيلاء الزائدة، ولذلك قال الله ممتناً على عباده بهذا النصر : { وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ} (آل عمران: 123) أي: قليل عددكم، لتعلموا أن النصر إنما هو من عند الله فهي أعظم غزوات الإسلام، إذ بها كان ظهوره ، وبعد وقوعها أشرق على الآفاق نوره، فقد قتل فيها من صناديد قريش من كانوا الأعداء الألدّاء للإسلام، ودخل الرعب في قلوب العرب الآخرين ، فكانت للمسلمين هيبة بها يكسرون الجيوش ، ويهزمون الرجال، فلا جَرَمَ أن شكرنا العليَّ الأعلى على هذه العناية ، واتخذنا يوم النصر في بدر عيداً نتذكر فيه نعمة الله على رسوله وعلى المسلمين.
| |
|
هبه فريق عمل قصه حب
عدد الرسائل : 239 تاريخ التسجيل : 28/02/2008
| موضوع: رد: نشر الإسلام الأربعاء مارس 05, 2008 7:07 pm | |
| علاقة بدر ببدء الوحي
لقد سمى الله يوم بدر يوم الفرقان ، يوم التقى الجمعان . وسمى القرآن أيضاً بالفرقان . فهو فرقان بين الجاهلية والإسلام . وبدر فرقان بين الحق والباطل .
جالية الكدر
بذكر أسماء أهل بدر للعلامة جعفر بن حسن بن عبد الكريم
بدرية وافـــت ببرهــــان بهــــر أحديـــــة في ســردها سر ظهــــــــــر جمعت لأسماء الذين سموا ذرى متــن العلى في المجد من صحب غرر جُنيت فواكهها الجنية من جنــى بدريــــــة أحــديــــة طابـــــت ثمــــــر ساقي بواسقها النضيدة (جعفر) صنـــــو الذي أدنـــي جناهـــــا واختبر لكن من النسب الشهيرة جردت في جلها لتكـــون أوجـــــز مختصــــر فنثرت كل اســم بها بعلامــــــة قرنـــــت بذكـر أبيــه تغني من نظــــر فمهاجريُّـــــــهُمُ أعلمنه بميمـــه وكــــــذا بأوأوسيهــــــم في المنتثـــــر والخزرجي بخائه وكذا الشهيـ ـــد بشينه من فـــوق نظــــم مبتكــــــر لله قوم قد حبــــــوا بفضيلـــــة قطعـــــــوا بهـا أطمـــاع أقوام أخـــــر فبخ لهم فالله قد قـــال اعملــــوا مـا شئتــــــم فالذنب منكـــــم مغتفـــــر منظومة شرفــاً سمت بنظامهـم وسنــــا وقــد سميــــت بجالية الكــــدر حصن حصين من خطوب أوجـ ـلت من يستجر في المعضلات بها يجر قد جربت بيــــن الأنــــام تلاوة أيضاً وحمـــلاً في الإقامــــة والسفــــر فلكم بها أغنى فقيراً ذو النــدى ولكـــم بهــا عبـــــداً كسيــــراً قد جبـــر وختمتهــــا متوسلاً ببقيــــة الــ أصحــاب إجمــــالاً وســــادات خيـــــر والتابعيــــــن لهم كذاك أئمـــــة لشريعــــة الهــــادي الممجــــد هم وزر فانهض إليها إن كربت بكربـــة يومــاً ولازمهــــــا العَشايـَــا والبُكـــــر وابــدأ بأوَّل شافــــع ومُشفَّــــع طــه المرجــى المصطفى خير البشــــر غبَّ الثناء على المهيمن والصلا ة على الرســــول وقُــــل بنظــم كالدرر عال وغــال ذي قــوافٍ جمَّــــةٍ رائيــــة من كامــــل عــــــذب زخــــــر ربي بسيــــدنا ( محمد ) الأبــــر خيــــر البريــــة من به شرفـــت مضــر سلم عليه وصل ماهــب الصبـــا أزكــــى صـــــلاة دائمـــاً لا تنحصـــــر فبجاهه وهو المشفع في الـورى يـــوم المعـاد إذا دهى الخطـــب الأمـــر إني سألتك وهو أفضل من سئلت بـــه ومــــن أثنـــى عليـــك ومن شكـــر وبأفضل الأمـــلاك سيدنـــا الذي بالوحـــي قد وافـــى إلى خيــر البشــــر وكذا بميكائيــــل سيدنـــا الرضي مـــن فضلـــه بيــــن الملائكــــة معتبـــر وكـذا بإســرافيــــل سيدنـــا الذي بالنفـــخ يوم العرض في الصـــور اشتهر وكذا بسيدنا الذي حـــــاز العـــلا وبقبــــض أرواح الخلائـــــــق قد أمــــر فهم الذيـن مع الرســـول محمـــد في يوم بـــــدر جاهــدوا من قــــد كفـــر وصديقـــــه الصديق سيدنـــا أبي بكــــــر خليفتـــه المقــــدم فــي الخبــــر وبفاتح الأمصـــار في غزواتـــه مصبـــاح أهل الخلـــد سيدنــــا عمـــــــر وكذا بذي النورين سيدنـا الفتـــى عثمـــــان من وردت بمدحتــــه الزُّمـــــر وكذا ببــاب مدينة العلـم الفتى الـ كـــــرار سيـــــــدنا علـــي ذي الفخـــــر وكذا بطلحة والزبير رحى الوغى وكــــذا ابن عـــوف عبد الرحمـــن الأبـر وذا بسعـــد مع سعيــــد والأميـــ ــن أبي عبيــــدة مـــن بمعـــروف أمــــر وكذا بعـــم رسولـك المختار ليـــ ــث الله حمـــزة من سمــــا وسطا وكــــر والحـــارث الأوســي ثم بمالـــك وسليمهـــم وبســـالـــم مقـــري الســـــور وبقفهــــم و بجابـــــر و جبيـرهم وبجابـــــر وأنيسهـــــم أســـــد الظفــــــر وبعامـــــر و بعائــــذ وبعامــــــر من جرّعـــوا الأعــــداء كأســـاً ما أمــــر والحـارث الأوســـي ثم حُريهـــم والحـــارث المولى وعتبـــــة من بتـــــر وبكعبهـــم وبعاصـــم وصهيبهـــم وبلالهــــم ذاك المــــؤذن في السّحـــــــر وبجيرهــــم وبعاصـــم وخبيبهـــم وبشيــــرهم وبسعــدهـــــم ذاك الأبـــــــر وتميمهــــم وسليمهــــم وتميمهـــم أيضاً وربعــــي وسعــــد مــــن ضفـــــر وإياسهم وبأوسهــــم والأرقــم الـ ـبـــدري مع أنســــه مبيـــد مــن ادّقـــــر أيضـــــاً وبالعجـــلان ثُمَّ عديهـــم وسراقــــة السَّامـــي الذي ثـــــمّ انتبــــر وسنانهم وبسهلهـــم وبسبــــرة الـ أبطــــــــال أربــــاب الأعنـــة والوتــــر والنضر والنعمـان والنعمـان مـــن شهــــدت لهــــم ثـــم المشاهــــد والأثــر وبزيدهـــــم وزيادهـــم وبمعبـــــد وأبي خزيمـــــة مـــن لهنــــدي شهـــــر وزيادهم وبسهلهــــم وشهيدهـــــم صفوان من في الخلد قد أضحى وقــــــر وقتادة الأوسي مع سلمــــة كــــذا أنــــس و عقبـــة ثم عتبـــــة ذو الخفــــر وبسهلهم وخداشهــم وخراشهــــم مـــن أثخنـــوا بالسمر وخـــزا من دبــــر و بعامــــر و بمالـــك و بمرثــــد و بمالــــك و بمهجــــع مولــــــى عمــــر و معتِّــــبٍ و بمعبـــد و بمعقــــلٍ و معتــــبٍ و معاذهـم أهــــل الصَّـــــــدر وكـــذا قُدامة مع رفاعة من سما و بخالــــد و بثابــــت يــــــوم الوغـــــــر و بمعمــــرٍ و بمالك و معاذهــم و بمحــــرز و كــــذا رفاعة ذو النظــــــر وكـــذا بعبـــد الله مع خلاَّدهــــم و كـــــــذا بعــبــــــد الله ذاك المختبـــــــر و كــــذا بعبــد الله ثم سُليمِهِـــــم و مليلهــــم وبمسطـــــح مـــن قد حضــــر و المنذر الأوسي ثم بزيــدهــــم و برافــع مع رافــــع العضـــب الذكــــــر و أبي عقيل مع أبي حسن وعبــ ــد الله ثــــم أبــــي سليـــــط مـن قهـــــــر والحارث الأوسي ثــــم برافـــع و بــذي الشماليـــن الشهيــــد من اشتهـــــر وكـــذا بحارثة الهزبـر مع البرا ء كــــذا ببسبســــــة المجيـــــد المعتبــــــر والأخنس المولى وعصمة مــع تميمهــــم و أسعـــد مــع أُبـــــيٍّ من بتـــــر و محمــــد و محرر و بثابــــت و رُخيلــــة الصيــــد الجحاجيـــح الغُــــرر وبزيدهــــم وبوهبهم ويزيـد من كســـب الشهـــــادة وهــــي أربح ما تجـــر وكـــذا بمسعود وعتبة مع عبيــ ــدهـــم وخارجـــــة الذي بــــــدم نثــــــــر وكذا بثعلبة الغضنفــر من كمى أيضـاً و بالمقـــــداد مـــع زيـــــد الوطــــر وكذا عُمارة والحصين وأوسهم و أبـــو حُذيفـــة مع عمـــــارة مـــن فخـــر أيضـــاً بخـــلاَّد ومسعود كـــذا عُكاشــــة السَّــــامي ببُشــــــرى كـالقمـــــر وبحـــاطب ثُـمَّ الحُباب وحاطبٍ مـــن ثـــمَّ صدَّقَـــــــهُ النَّبيُّ بـمـــا اعتــــذرَ و كـذا بفروة مع يزيد وثابــــت يــــوم التقى الجمعـــان و الكفــر انزجــــر وسنانهم والحارث البـــدري ثم ســــوادهم و صبيحـــهم صيــد الظَّــــفــــر وكـذا عُبادة مـع خَلِيفَــةَ منـــهم و أبي لبابـــــة قاصمــــي أهـــــل الدعــــر وعميرهم ومعـــوَّذ وسليطهـــم و معاذهــم تالـــي الكتــــاب المستـــطـــــر وبسعدهـــهم وبزيدهم وبثابـــت مــــن قـــد سمــــوا بدو البريَّة و الحضـــر وعويمهم وعياضهم وبجبرهــم و كـــذا بعبــــدَةَ ثُمَّ عمَّــــــار الخِــيَـــــــــر وكـذا بشمــاس وجبــار الوغى و أبٍ لِحَبَّــــةَ ثُــــــمَّ عَمرِهِـــــــمُ الأغـــــر و بعمرهم وخنيسهم وإياسهـــم صحــــب الـــذي سبعيــــن كالقتلى أســـــر و بزيدهم وبسعدهم و زيادهــم مـــن صيَّــــروا الباغي أذَلَّ مــــن اليَـعَـــر وكذا المُجَــذَّتُ ثم غنَّــامٌ معـــاً و كــــذا نعيمـــان الفتــى حســــن السيــــر والحارث الأوسي ثــم بعاقـــل مـــن بالشهــــادة حـــلّ أحســــن مُستَقَـــــر وكـذا ببحَّـــاثٍ ولبدَةّ مــع أبي أيُّـــوب ثُمــَّ مُعَتَّـــبٍ صحـــبِ المَـــبَــــــــر وعطيةَّ البــدري مع صفيهــــم و كـــذا أبـــــو داود مــــن ثـــــمَّ انتصـــــر وكـذا أبُو مَخشي و عبد الله ثم ســــــواد البـــــــدري إنسَـــــانُ البـَصَـــــر أيضاً أبــو شيخ كذا بخُريمهــم و كــذا بـــخبَّــــــابٍ و ذكـــوان الأبَـــــــــر وكذا أبو قيس و عبــد الله ثـــمَّ الحـــــارثُ الزحَّـــاف في يـــــوم المَفَــــــر و كــذا بعبــــد الله ثُـمَّ برافِــــعٍ و كــــذا بعبــــد الله ذي البـــــــأس الأمـــــر وأبٍ لسَبرَةَ ثُــمَّ عبـــد الله ثُـــمَّ بحمـــزة المــــردي إذا الحــــربُ استعـــــر و كذا بمسعــــود وعبد الله مـع عبـــــــادك الشَّهــــم الــــذي ليـــــلاً جــــأر وأبي قتادة ثُــمَّ عبـــد الله ثُــــمَّ الحـــــارث المــــولى وعبــــــاد لِـبَـــــــــر أيضاً أبو سلمة كذا ومعـــاذُهُم و كـــذا وديعـــةُ من لذيـــل المَجـــدِ جَـــــر ويزيدُ والنعمانُ ثُمَّ عُميــرُهُـــم و كـــذا بعبــــــد الله مــــن مُنِـــحَ النَّظــــــر وأبِ لكبشــةَ ثُمّ عبـــد الله ذاك الليــــــثُ ذمــــرٌ للصفــــــوف إذا فطــــــر و كذا بعبــد الله ثُــــمَّ بوهبهـــم و الفاكِــــــــهِ البـــــدريِّ أربـــابِ اليَســــــر وبعامرٍ ثُــــمَّ الطُّفيــلِ وعامـــرٍ مـــن أثخنـــوا الأعـــداء وخـــزاً مـــا أمـــر وعُصيمة البدري مع خلادهـــم و هــ،لالهــــم و كـــذا بعبــــس مـــن قهــــر و بواقــد وبهانئ والحــارث الـ أوســـي ثُــمَّ يزيــــد مــــن جـــلّـــى وسَــــر و يزيد مع ودقه وعبــد الله ثُـــم السائـــــب المــــولـى فتــــى فتــــكٍ كهـــــر و بقيسهــم وعميــرهم وبكعبهـم و أبي سنــــان مــن لظـــى الهيـــجا سجــــر و الحارث المولى وعبد الله ثـم عبيــــدهـــم وعميــــرهـم مـــن قـــــد شتــــر و كذا أبو الهيثم خُبعثنــة الشَّرى و كـــذا بعبـــد الله منهــــــم مــــــــن بســـــر و يزيد مع عمرو وعبــد الله ثــم الحــــارث الأوسي مُــــردي مـــــن دَحَـــــر وعميرهم وعبيدهم و كـــذا بعبـد الله مــــع سلمــــــة مُصيـــرهـــــــم عِبَــــــر و كـــذا بعبــد الله ثـــم عُبيدهـــم خِـــدنِ الشهـادة و هي أفضــــل مـــا ادَّخـــر وأبٍ لخارجَــةَ الذي دانــت لــه قِنَــــنُ المفاخِـــرِ فامتطَـــاهَـــا و انتَـبَــــــــر و بعبد ربه و الطفيـل و قيسهـــم و كـــذا بعقبــــة للعـــدا مـــن قــــــد نحــــر و كـــذا أبو الأعور وقيس منهم و كـــذا أبو مرثـــد و عمـــرو مـــن دَحَــــر و كـــذا بضمرة مع أبي خلاد الـ ـمطعـــان قـــرم هزبـــري ضــــــارٍّ زُفــــر و بسعدهـم و بسهلهـم و بسعدهـم و بعــــامـــر ثـــم الطـفـيـــــل المنـتـصـــــر أيضاً و بالنعمـان و النعمان و الـ ــنعمــــان مــع سلمــــة ببـــدر مــــن ظَفـَــر وأبٍ لحنَّـــةَ ثُــــم عبـــد الله ثـــم بقُطـبـــة السّمــــي لديــــك مـــن استــقـــــر و كـــذا بعبـــد الله ثـــم بعمرهــم و أبٍ لطلحـــة مــــن هنالــــك قـــد عكــــر و كـــذا بعبـــد الله ثــم معـاذهـــم و بعمرهـــم مــن كـــر يـــوم الكفــــر فـــر و المنذر البدري ثـم المنــذر بـــن محمــــد و بسعـدهــــم مــــن قــــــد أطــــر و بعمـرهم و كـــذا بعبــد الله مـن أردى أبـــا جهــــل فصــــار إلـى سـقــــــر أيضاً و بالبـــدري منهم مصعــبٌ و بسعدهــــم و كـــذا رفاعـــة مـــن نصـــر و كـــذا عبيــدة ثـــم ثعلبـة الــذي بــالعضـــب بـــــدد جيشهـــم فغـــدا شــــذر و بمالــك ثـــم الربيـــع و مالـــك و خُليـــدهــــم و بـــرافـــعٍ مـــن قـــد بـــدر و كـــذا بمسعـــود و خـوليٍّ وخـ ـــوَّات و مسـعــــود و خَبَّــــاب الــــوعــــر و بثابــــت و بخـــالـــد و بمالـــك و سمــاكهـــم و كـــذا بخــــلاَّد الـــــزَّمــــر و معوِّذ و شريكهـــم و شُجاعهـــم أيضـــاً و بـــالضـحـــاك أقمـــار الـصُّــــور و كـــذا بعبــــد الله ثُــم بعَـوفهــــم أبـــي مُلَيـــــلٍ مــــع طُليـــبٍ مــــن كســــر و سهيلهـم و حَرامِهِــم و بسعـدهـم و كـــذا بثعـلبــــة الهـــزبــــر المـُشـتــهــــر و بعبــــد رحمـــن كـــذا و بعامـــرٍ و سُراقــــة البــــدري قاصــــم مــــن فجــر و الارث البــدريِّ مــع مِدلاجهـــم و سُهيلـهــــم و سُليمـهــــم خِـــدنِ الـــــوَزَر و بعمرهم و سويبـــط و بسعدهـــم و كـــذا أبــــو مسعــــود الصِّيـــــدِ الغُـــرَر و أبو حبيــب ثـــم عُقبَــــةُ و الفتى عتبـــان مـــن صرعـــوا الأعـادي في الحُفر و بنوفـلٍ و براشـــدٍ و كــذا أبُـــــو ضيــــــاحٍ الفتّــــاك فيـهـــــم مــــن أصــــر و أبٍ لصرمـــة ثــم عبــد الله مــع سفيــــان مـــع عمـــرو ببــــدر مـــن ثــــأر و بمعنهـــم و بســـالــم و بمـــالــك و بمعــــنهـــم و حبـيـبـهـــم ذاك الأغـــــــر و بعاصـــم و بعامــــر و بعاصـــم مـــن قــــد حُبــوا فضـلاً و أجـــراً قـد وفر و كـــذا رفاعة مع ربيعـة من سمـا و عميــرهم و كـــذا بعمـــرو مـــــن فخـــر و أبي دجانـــة ثــــم حارثـــة الفتى و كـــذا بعقبـــة مـــن حبـــوا حــور الحـور و كـــذا بمسعـود من النعمـــان ثـــم هُبيــلهــــم و كـــــــذا بعثـــمـــان الأبــــــــر و مبشـــر و بسعدهـــم و ببشـرهــم أيضـــاً و بالضحـــاك ثــــم أبــي اليــســـــر و كـــذا بفروة ثـــــم ودقة ثـــم ذكــ ـــوان بن عبد القـيس مـن هزمـــوا الزُّمَــــر و كـــذاك بالأملاك من قد أحضروا بــــــدراً المــصطـفــــى هـــــادي البــشــــر أحداث رمضانية
لم يكن شهر رمضان بالنسبة إلى الأمة الإسلامية في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن سار على هديهم من بعده شهر صوم ونوم أو خلود إلى الدعة ، بل كان مليئاً بالنشاطات المختلفة الهامة المتعددة .
وقد شهد صلى الله عليه وسلم تسع رمضانات بعد الهجرة ؛ كان فيها ست سرايا في رمضان سنقوم بذكر مفصل عن كل منها في موضعها وهي :
* يوم بدر وفتح مكة في رمضان . * تزويجه علياً من فاطمة في مضان ودخل بها في ذي الحجة . *وتزوج صلى الله عليه وسلم حفصة بنت عمر رضي الله عنهما في رمضان . *وتزوج زينب بن خزيمة أم المساكين في رمضان. *وتوفيت ابنته رقية في رمضان . *وهدم كبار أصنام العرب اللات ومناة وسواع في رمضان . *وهدم مسجد ضرار في رمضان . *واستقبل الوفود في السنة التاسعة ؛ ومنها وفد ثقيف في رمضان .
سرايا رمضان :
بعث حمزة رضي الله عنه في السنة الأولى إلى سيف البحر في ثلاثين رجلاً ، فلقى ركباً من قريش في ثلاثمائه ولكن حجز بينهم مجدى بن عمر وفي جهة العيص فرجعوا .
بعث سرية عمرو بن عدى الخطمى بعثه صلى الله عليه وسلم لقتل صماء بنت مروان اليهودي لإيذائها المسلمين ، وهجومها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
سنة ست من الهجرة : بعث زيد بن حارثة لفاطمة بنت ربيعة بناحية وادي القرى ، وسببها أنها كانت ملكة في قومها وكان زيد مرَّ بهم في بضاعة المسلمين فضربوه ، وأخذوها منه ، فسار إليها يكمن نهاراً ويسير ليلاً فقتلها ، وكانت أمنع امرأة ، ويقال في المثل : أمنع وأعز من أم فرقة . يعنون فاطمة هذه ، إذ كان يعلق في بيتها خمسون سيفاً لخمسين رجلاً كلهم محارمها .
سرية عبد الله بن عتيك : سار لقتل سلام بن أبي الحقيق بخيبر لاشتراكه في تحزيب الأحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم الخندق .
وقد قال ابن هشام في هذه السرية : كان الأوس والخزرج كفرسي رهان في المسابقة لتقديم الخدمات لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولما ظفرت الأوس بقتل كعب بن الأشرف لعداوته لرسول الله والمسلمين ، قال الخزرج : من مثله من الأعداء نقتله كابن الأشرف ، فلم يكن مثل ابن الحقيق بخيبر ، فاستأذنوا في ذلك رسول الله فأذن لهم ، وفي خروجهم حذرهم صلى الله عليه وسلم من قتل النساء والصبيان ، حتى إن زوجة ابن أبي الحقيق كانت تصيح بهم فيرفع أحدهم سيفه عليها ثم يذكر نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكف . ولقد نجحوا في مهمتهم .
وسجل حسان رضي الله عنه الحادثتين للأوس والخزرج بقوله :
لله در عصابـــــة لاقيـتهـــــم با ابن الحقيق وأنت يا ابن الأشرف يسرون بالبيض الخفاف إليكم فرحاً كأســــد في عرين مفـــــرف حتى أتوكم في محل بلادكـــم فسقوكم حتفــــاً يبيـــــض ذفـــــف مستبصرين لنصر دين نبيهــم مستصغريــــن لكل أمر مجحــــف
وهكذا كان رمضان كله مواقف وبطولات مجيدة ، كما هو شهر عبادة وتضرع إلى الله .. | |
|
كاتي عضو جديد
عدد الرسائل : 52 العمر : 41 الموقع : http://lovestory.forumr.net العمل/الترفيه : العمل المزاج : المطالعة تاريخ التسجيل : 02/03/2008
| موضوع: رد: نشر الإسلام الخميس مارس 06, 2008 11:57 pm | |
| بارك الله فيكي اختي هبة وجعله مقبولا في ميزان حسناتك دومتي بود غاليتي | |
|
هبه فريق عمل قصه حب
عدد الرسائل : 239 تاريخ التسجيل : 28/02/2008
| موضوع: رد: نشر الإسلام الجمعة مارس 07, 2008 12:47 pm | |
| بارك الله فينا وفيكى اختى الغاليه كوكى
شكرا على مرورك وردك الجميل
دمتى بكل حب وود | |
|
هيبو عضو جديد
عدد الرسائل : 14 العمر : 44 الموقع : قصة حب العمل/الترفيه : قصة حب المزاج : عال العال تاريخ التسجيل : 06/03/2008
| موضوع: رد: نشر الإسلام الجمعة مارس 07, 2008 9:02 pm | |
| تى هبه
جزاكى الله خير..
وجعله في موازيين حسناتك..
ورزقكى مرافقة الرسول في الجنة..
وغفر لكى ولوالديكى وجميع المسلمين..
تقبلي مرووري وشكري.. | |
|
alshim عضو جديد
عدد الرسائل : 17 العمر : 39 الموقع : http://www.alaa33.hostwq.net/vb/ العمل/الترفيه : طالب المزاج : عادي تاريخ التسجيل : 14/03/2008
| موضوع: رد: نشر الإسلام الجمعة مارس 14, 2008 2:02 am | |
| [color:591a="DarkRed"]مشكوره اختي
على ما قدمتيه لنا
وتقبلي مروري | |
|
هبه فريق عمل قصه حب
عدد الرسائل : 239 تاريخ التسجيل : 28/02/2008
| موضوع: رد: نشر الإسلام الثلاثاء مارس 18, 2008 11:31 pm | |
| جزانا وجزاكى الله كل خير اختى الغاليه هيبو
وشكرا على ردك الكريم ومرورك العطر
دمتى بكل خير دائما | |
|